تحديث/ الأثنين ٢١/١٠/٢٠٢٤ مساءاً
تقنات زراعية ...انتاج الرقي من تطعيمة على القرع
تمكن باحث من انتاج ثمار البطيخ بتطعيم بذور القرع في غير موسمه وبجودة عالية بعيدا عن المواد الكيميائية التي تسبب في حدوث حالات كثيرة من التسمم خلال السنوات الماضية من هذه الثمرة.
فبعد عدة تجارب أجراها الباحث قبل 27 عاما في مدينة رفح جنوب قطاع غزة استطاع أن يطعم شتلة البطيخ بشتلة القرع ليضيف "بعد تخرجة قبل سنتين أجريت العديد من التجارب بعد أن قام بمشاهدة المشاكل التي تواجه المزارعين بالإضافة إلى متابعة تجارب المزارعين لتحسين مستوي زراعتهم".
توصل الباحث إلى ضرورة إيجاد حلول للمشاكل التي يعاني منها المزارعين في أنتاج ثمرت البطيخ وشمام والخيار ومن خلال دراسته بدا في عمل التجارب وأنتج أول مجموعة من هذه الثمار وبيعها في الأسواق بقطاع غزة في موسم الشتاء.
وعن التطعيم يقول الباحث "يقصد به تركيب صنف من النباتات المرغوبة لخصائصه وصفاته على صنف آخر( أصل جذري) من نفس العائلة النباتية، ذو خصائص وصفات أكثر مقاومة وقدرة على مواجهة ظروف الحياة والإنبات والظروف المحتملة".
وبذلك وفق المهندس نحصل على نبات جديد ذو مجموع جذري قوي قادر علي نقل العناصر الغذائية من التربة إلى المجموع الخضري بكفاءة عاليه مع تحمل لمشاكل التربة ,فتتحسن إنتاجيه المجموع الخضري وكذلك صفات الجودة للثمار والمظهر الصحي للمجموع الخضري، والأصل الجذري هو هجين جذري ناتج من عدة أباء غالبا ما تكون من الأصول البرية.
ويتم أجراء عملية التطعيم وفق طريقة معينه حيث تزرع بذور البطيخ وبذور القرع وهو من نوع ROOT STOCKS ويتم جلبة من موزعين بصعوبة من الضفة الغربية ,قبل عملية التطعيم بأربعة أيام ,و بعد 14 يوم يقلع النباتين معا مع مراعاة تناسب سماكة الساق في كلاهما.
ثم يتم إحداث قطع مائل ( من الأسفل إلى الأعلى) في ساق شتلة القرع، إحداث قطع مائل ( من الأعلى الأسفل ) في ساق شتلة البطيخ يتم إدخال الشقين كلا منھما في الآخر وتثبيت نقطة التحام الشتلتين بمشبك التثبيت.
وتوضع الشتلات في غرفة الحاضنات بحيث لا تقل حرارتها عن 25 درجة مئوية مع رش القليل من الماء للترطيب مرة أو مرتين يوميا , رش مطهرات فطرية مع ماء الري و مغذيات أن لزم.
في اليوم الخامس والعشرون من عملية التطعيم يتم قطع المجموع الخضري للقرع أعلى منطقة التطعيم واليوم السادس والعشرون تقطع المجموع الجذري للبطيخ أسفل منطقة التطعيم, وفي اليوم الثلاثين تكون النباتات معدة للزراعة في الحقل.
ويتم أقلمة النباتات بعد أسبوع من عملية التطعيم بحيث يتم الكشف تدريجيا على أن يتم الكشف النهائي عن النباتات قبل عملية الفصل للمجموع الخضري لبطيخ والجذري للقرع وعندھا تكون النباتات قد تأقلمت بالقدر الكافي الذي تزرع بعده سواء كانت في الحقل أم تحت المحميات حسب الفصول.
هكذا شرح الباحث في عملية التطعيم التي يقوم بها لإنتاج شتل البطيخ ويقول عن فوائد عملية تطعيم " في البداية يُحسّنُ حالة ِ النباتِ العامّةِ ,ويقاوم ويتحمل الأمراضَ المحمولة بالتربة, و بذلك يغني عن استخدام معقمات التربة مثل غاز بروميدِ الميثيلِ والذي يمثل خطرا حقيقا علي الإنسان ,كما يقلل أَو يغني نهائيا الحاجةَ لاستعمال مبيدِ الحشرات ,وحسين نوعية الثمار و يَزِيدُ عدد الثمار و حجمها وزيادة معدل الإنتاج بشكل أكثر من 100% من معدل أنتاجه البطيخ بطرق العادية".
ويبين انه يتم اختصار الوقت بالتكبير في النضج و الحصاد ,وتغلب على مشاكل حامضية التربة و ملوحتها ,وتحمل نقص بعض العناصر الغذائية مثل المغنسيوم و ذلك بسبب المجموع الجذري القوي,والتوفير في مستلزمات لإنتاج من المياه والأسمدة و ذلك لكفاءتها العالية جداً في امتصاص الماءِ المواد المغذية وزيادة عدد النباتات المزروعة في وحدة المساحة.
ويضيف الباحث " كما ويزيد قدرة النباتاتَ على مواجهة الظروف البيئية السيئة . كملوحةً مياه الرَيِّ، و ارتفاع مستوى الماء الأرضي وارتفاع درجاتِ الحرارة أو انخفاضها, ومناسبة جدا لمزارعي المنتجات العضوية الذين لا يَعتمدونَ على المكافحة الكيميائيةِ للسيطرةِ على المرضِ".
وأكد المهندس أن نسبة نجاح الشتل في دفعته الأولي من البطيخ كان بنسبة 95% وهي نسبة عاليا مقارنه ب50 الي60% المتعارف عليها في الزراعة العادية كما تم زراعة 1000 شتله في مساحة كان يزرع فيها 250 شتله وقلل استخدام المياه بنسبة 50% كذلك .
ويتمني الباحث أن يكون هناك إمكانيات أكثر لتطوير مشتله وإجراء التجارب الزراعية الأخرى فالمشتل الذي يعمل فيه إمكانياته ضعيفة حيث هو من أقام بعمل المشتل كما أن الحضانة التي تساعد علي التحام في التطعيم هي عبارة عن خيمة من القماش الأسود ويحتاج إلى الكثير من التطوير لتحسين عمله فيها.
وإضافة "العالم كله يتجه اليوم إلى التطعيم لإنتاج الخضار للأسباب التي ذكرتها سابقا فلماذا لا نستغل هذه التجربة لتحسين القدرات الزراعية وتقليل التكلفة والبعد عن المواد الكيميائية والاستغلال الأمثل لأراضي الزراعية".
فكرة تطعيم الخضار بدأت في اليابان وكوريا من بدايات 1920م على نبات البطيخ الأحمر وانتشرت في العديد من دول العالم ومنها دول البحر الأبيض المتوسط وحاليا دول مثل اليابان تعتمد بشكل كبير على التطعيم في إنتاج الخضار، تصل إلى 95% من زراعات البطيخ والخيار والباذنجان,و في الدول العربية انتشرت هذه التقنية من عدة سنوات في الأردن و لبنان و سوريا و مصر و المغرب.
تعليقات
إرسال تعليق