عنكبوت (حلم) الغبار
الأكروسات (العناكب) كائنات حية تنتمي إلى المملكة الحيوانية Animal ومن شعبة مفصليات الأرجل Arthropod ومن صف العنكبيات أو العنكبوتيات Arachnida ورتبة العناكب Araneida التي تضم عدداً من الفصائل، وتتميز الأكروسات عن الحشرات، بوجود أربعة أشفاع من الأرجل المفصلية، ويتكون جسمها من جزء واحد بيضاوي الشكل، ولا يوجد عليه حلقات جسمية أو مناطق مقسمة كما هي الحال عند الحشرات، وليس لها قرون استشعار أو أجنحة إعداد الدكتور/ أحمد حسين السعود
alsaoudahmad@hotmail.com
"تزايدت أهمية الأكروسات، وأضرارها على مختلف"أنواع المزروعات، في كافة أرجاء العالم، نتيجة تغذيتها بالعصارة النباتية، في مختلف أجزاء النباتات التي تصيبها، وقد تم تسجيل أعداد كبيرة من أنواع الأكروسات التي تهاجم النباتات المختلفة (الخضار، المحاصيل الزراعية، النباتات العلفية، نباتات الزينة، الأشجار الحراجية، الأشجار المثمرة، المسطحات الخضراء، النباتات المزروعة في البيةت المحمية.. إلخ)، وتسبب لها أضراراً جسيمة في حال الإصابة الشديدة، وتسجل أنواعاً جديدة من هذه الكائنات في كل يوم، كما تسجل عوائل نباتية جديدة للأنواع المسجلة منها.
تتعرض أشجار النخيل لفتك عدد من أنواع الأكروسات التي تسبب لها أضراراً بالغة، في بعض السنين وفي بعض الأماكن، وعنكبوت (أكاروس) الغبار Oligonychus=( Paratetranychus) afrasiaticus Mcgreger ، شكل (1) من أهم وأخطر هذه الأنواع في كافة أماكن زراعة النخيل في العالم، ويطلق على هذا النوع من العناكب، العديد من التسميات المحلية في أماكن وجوده، في الدول العربية، ومن هذه التسميات، (أكاروس البلح، الغبير، الطوز، أبو رماد، أبو غفار، أبو جنزار، عنكبوت أو حلم الغبار
الوصف
البيضة: كروية الشكل، لونها أبيض مائل للأصفر، شفافة، صغيرة الحجم، قطرها حوالي 0.10- 0.12 ملم، شكل (1) يصبح لونها داكناً مع مرور الزمن، ويزداد تركيز اللون بتقدمه في العمر، ويفقس البيض بعد 2-4 أيام، بحسب درجات الحرارة السائدة خلال فترة وضع البيض.
اليرقة: يفقس البيض، ويعطي يرقات صغيرة طولها حوالي 0.12-0.15 ملم، لونها أبيض فاتح، أو سمني، أو أخضر فاتح، لها ثلاثة أشفاع من الأرجل.
الحورية: تنسلخ اليرقة، في نهاية عمرها، وتعطي حورية، لونها أبيض سمني أو أصفر باهت، أو برتقالي، ولها عيون حمراء اللون، وأربعة أشفاع من الأرجل،
– الأفراد البالغة: صغيرة الحجم طولها، 0.2- 0.3 ملم، لونها أبيض مائل للون الأصفر. شكل (1)، جسم الذكر مستدق الشكل، نهايته مدببة، وأصغر من جسم الأنثى، التي لها شكل بيضاوي.
دورة الحياة: تضع الإناث الملقحة، بيضاً خصباً (ملقحاً)، تعطي ذكوراً وإناثاً، أما الإناث العذرية (التي لم تلقح) فتضع بيضاً غير ملقح، يعطي ذكوراً فقط، وتضع الإناث البيض على الشماريخ الزهرية والثمار، وبمعدل 20-25 بيضة / أنثى خلال مدة حياتها، يفقس البيض بعد 2-4 أيام، ويعطي يرقات صغيرة، طولها حوالي 0.14 ملم، لونها أخضر فاتح ولها ثلاثة أشفاع من الأرجل، وتبدأ بالتغذية بالعصارة النباتية لمدة 2-3 أيام، وتسكن بعدها لمدة قصيرة لا تتجاوز يوماً واحداً، وتنسلخ إلى حوريات أولى، صغيرة الحجم، وأكبر من اليرقات، لونها أخضر مائل إلى اللون الأصفر، أو برتقالي ولها أربعة أشفاع من الأرجل، وتنسلخ إلى الحورية الثانية، بعد اجتياز فترة تغذية وسكون كما هي الحال عند الحورية الأولى، وتنسلخ لتعطي الطور البالغ للعنكبوت، تخرج الذكور قبل الإناث وتتميز بوجود شعيرات ظهرية طويلة، وتستغرق فترة الجيل الواحد 7-14 يوماً خلال فترة نشاط العنكبوت (مايو – أغسطس) بحسب درجات الحرارة السائدة، فتزداد هذه الفترة في حال سيادة درجات حرارة منخفضة، وتنقص فترة الجيل الواحد عند درجات الحرارة المرتفعة، وقد يصل عدد الأجيال إلى حوالي 8- 10 أجيال خلال فترة الصيف، ويستمر الجيل الواحد لمدة تصل إلى حوالي 50 يوماً خلال الفترات الباردة من السنة.
يقضي عنكبوت الغبار فترة الشتاء في معظم الحالات على السعف المحيط بقلب النخلة وبين الكرب والليف، أو على الأعشاب الموجودة في الحقول، حتى تتحسن الظروف الجوية، وترتفع درجات الحرارة، فيبدأ مرحلة جديدة، فيهاجم الخوص ثم الثمار من جديد، ويستطيع الانتقال من شجرة إلى أخرى أو من عذق مصاب إلى آخر أو من أي مكان يوجد فيه، إلى أماكن أخرى بواسطة الرياح، والحشرات التي توجد في أماكن الإصابة، فيتعلق بأرجلها لينتقل إلى أماكن أخرى تزورها هذه الحشرات.
يقضي عنكبوت الغبار فترة الشتاء على شكل إناث بالغة حول قلب شجرة النخيل، وبين الليف والكرب، وتبدأ البالغات بمهاجمة العذوق بداً من مرحلة الكمري وحتى جمع المحصول.
الأضرار ومظاهر الإصابة: تمتص يرقات وحوريات وبالغات حلم الغبار العصارة النباتية من الأجزاء النباتية التي تصيبها (الثمار، الأزهار)، وتبدأ الإصابة من ناحية قمع الثمرة، بعد أن تخدش القشرة، وتمتص العصارة النباتية، وتتلون المنطقة المحيطة بأماكن الخدش باللون الأحمر، شكل (2) وتمتد هذه المنطقة إلى الأسفل، شكل (3) وتؤدي الإصابة إلى تغير ألوان الثمار، وصغر حجمها، شكل (4)، وتتغير أشكالها، وينخفض محتواها من السكريات، ويتغير طعمها ونكهتها، وتتشقق الثمار، وتفقد أنسجتها معظم رطوبتها وتتحول إلى أنسجة متخشبة ومتفلنة، شكل (5) فتقل قيمتها التسويقية.
تستطيع الحوريات والبالغات غزل نسيج عنكبوتي على طلع النخيل الحديث والثمار، وتعمل هذه الشبكة على تعطيل العمليات الفسيولوجية للثمار المصابة، فيتأخر نضجها وتتغير ألوانها وأحجامها ومظاهرها، وتظهر الإصابة للعيان بعد نسج الشبكة الحريرية التي تربط بين بعض الثمار، شكل (6) ثم تمتد لتغلف أجزاء من العذق، شكل (7) وتغلف العذق كاملاً في حالات الإصابة الشديدة، شكل (8)، ويمكن ملاحظة الأطوار المتحركة بسهولة، وهي تتحرك تحت الشبكة الحريرية.
يساعد وجود الشبكة الحريرية على تراكم الغبار والأتربة، شكل (9) وجلود الانسلاخ والكائنات الحية، الموجودة في الغبار، وتتكاثر هذه الكائنات، على الأجزاء المصابة، وتسبب أضراراً إضافية على النبات. تتفاوت شدة الإصابة على العذوق المختلفة على الشجرة الواحدة، شكل (10) لا بل على العذق الواحد، وعلى الشمروخ الواحد، شكل (11). تنتقل الأطوار المتحركة لحلم الغبار، الثمار المصابة بعد جفافها وتهاجم العذوق والسعف والخوص، والثمار التي لم تنضج نتيجة عدم التلقيح (الشيص)، شكل (12) لامتصاص عصارتها. والتي تبقى على الأشجار لفترات طويلة بعد الشديدة بحلم الغبار التمر العذق مع بعضها
الواحد
المكافحة: يمكن البدء بفحص السعف والأزهار في أشجار النخيل، بشكل دقيق في بداية شهر مارس (آذار)، ومراقبة عنكبوت الغبار، والبدء برش الأشجار التي تظهر عليها الإصابة، باستخدام الماء وأي سائل من سوائل التنظيف، للقضاء على الإصابة في بدايتها، وقبل تكوين الشبكة الحريرية التي تمنع وصول الماء إلى داخلها، ويفضل الفحص الدقيق والمبكر للأشجار التي سجلت عليها الإصابة في الموسم السابق، والتي تقضي فيها أفراد العناكب فترة الشتاء حول قلب النخلة وبين الليف والكرب، ويجب معاملة هذه الأشجار بالمبيدات بعد جمع المحصول.
تتفاوت نسب الإصابة بعنكبوت الغبار باختلاف المناطق والسنوات، كما تختلف أصناف النخيل في حساسيتها للإصابة، ويجب القيام بمكافحة هذه الآفة في كل سنة، باستخدام برنامج مكافحة متكاملة للحد من الأضرار التي يسببها لأشجار النخيل، ويتضمن هذا البرنامج القيام بما يلي:
- المكافحة الزراعية: يمكن الحد من أضرار عنكبوت الغبار من خلال القيام ببعض العمليات الزراعية، ومنها:
- زراعة أشجار النخيل على مسافات متباعدة، لتأمين تهوية جيدة لها، وتشميسها بشكل جيد لمنع زيادة الرطوبة داخل الشجرة الواحدة وبين الأشجار المتجاورة، وتسهيل القيام بعمليات الخدمة المختلفة واكتشاف الإصابات في بداياتها.
- القضاء على الأعشاب: تفيد هذه العملية في حرمان الآفة من بعض العوائل النباتية التي تلجأ إليها خلال الفترات التي لا توجد فيها ثمار النخيل، ومعروف أن لمعظم أنواع الأكروسات، ومنها عنكبوت الغبار، العديد من العوائل النباتية، ومنها الأعشاب الموجودة في الحقول المحيطة بها.
- تنظيف أشجار النخيل: يجب تنظيف أشجار النخيل من بقايا الطلع والثمار المتساقطة عليها، والثمار التي لم تنضج (الشيص)، والتي تعتبر عائلاً مفضلاً لحلم الغبار، وبخاصة بعد نضج ثمار التمر، وجمع المحصول.
- التخلص من العذوق المصابة بشدة: تصاب بعض العذوق بشدة بحلم الغبار، وتصبح هذه الأجزاء بؤراً لنشر الإصابة على العذوق المجاورة والأشجار المحيطة بهذه العذوق، وتؤدي عملية التخلص منها إلى منع نشر الإصابة بهذه الآفة.
- الري المنتظم للأشجار: تزداد الإصابة بحلم الغبار خلال السنوات الجافة، وتؤدي عملية نقص مياه الري للأشجار، إلى زيادة الإصابة بهذه الآفة، لذا يجب الاهتمام بالري، وتنظيم هذه العملية.
- وضع مصدات رياح حول بساتين النخيل: تساهم الرياح بنقل عنكبوت الغبار من أماكن وجودها إلى مختلف الأماكن التي تصل إليها، ويمكن الحد من تأثير هذا العامل، بإقامة مصدات الرياح حول بساتين النخيل، (زراعة أشجار أو جدران)، لحجز ما تحمله الرياح من عناكب، ومنع وصولها إلى أشجار النخيل.
المكافحة التشريعية: تمثل المكافحة التشريعية، عنصراً هاماً من عناصر المكافحة المتكاملة، لأي نوع من أنواع الآفات، ومنها عنكبوت الغبار، وتتضمن هذه الطريقة، سن قوانين وتشريعات، تمنع دخول الفسائل والأشجار المصابة بعنكبوت الغبار، من الدول الأخرى، ومنع نقلها من الأماكن المصابة ضمن البلد الواحد، لمنع نشر الإصابة.
المكافحة الكيميائية: تفيد دراسة سلوك الآفة في وضع برامج مكافحتها، وتبين دراسات سلوك عنكبوت الغبار، وجوده على أشجار النخيل طوال السنة، وتتجمع الأفراد البالغة كما تم ذكره سابقاً حول قلب النخلة وبين الليف والكرب، ويدل هذا السلوك على أهمية مكافحة هذه الآفة خلال فترة الشتاء للقضاء على أعداد كبيرة منه، والحد من أضراره خلال الموسم، وتستخدم العديد من المبيدات المتخصصة في مكافحة عنكبوت الغبار، ويجب استخدام هذه المبيدات بالشكل الصحيح، وفي بدايات الإصابة للحصول على أفضل النتائج، ويجب التنويه إلى القدرة العالية للعناكب على تكوين سلالات مقاومة لفعل المبيدات، لذا يجب عدم استخدام مجموعة واحدة من المبيدات في برامج المكافحة، ويجب تطبيق المبيدات عدة مرات خلال الموسم نظراً لقدرة العناكب على التكاثر، والانتقال، وطول فترة نشاطها خلال الموسم، كما يجب التنويه إلى ضرورة استخدام مبيدات ذات فاعلية عالية للقضاء على البيض والأطوار المتحركة، فهناك بعض المبيدات التي يمكنها القضاء على البيض، وأخرى تقضي على اليرقات والحوريات، دون التأثير على البالغات، وهناك البعض الآخر الذي يمكن أن يقضي على كافة الأطوار.
المكافحة الحيوية: تم تسجيل العديد من المفترسات والطفيليات والكائنات الممرضة على الأطوار المختلفة لعنكبوت الغبار، وتختلف أنواع هذه الكائنات من مكان إلى آخر، ويجب حصر هذه الكائنات، في البيئات المحلية، وتربيتها وإطلاقها بعد دراسات علمية خاصة بذلك، وترشيد استخدام المبيدات للحفاظ على هذه الأعداء الحيوية وزيادة أعدادها.
تعليقات
إرسال تعليق