تحديث / الجمعة 18/4/2025 صباحا
تاريخ انتاج الزيتون في تونس
منذ آلاف السنين، كان زيت الزيتون بارزاً في كل أعظم الحضارات التي ازدهرت في تونس، في الواقع لقد تم زراعة شجرة الزيتون من قبل الفينيقيين والإغريق والقرطاجيين والرومان والعرب، في تقليد ينتقل من الأب إلى الابن منذ ذلك الحين.
يعود تاريخ زراعة الزيتون في تونس إلى القرن الثامن قبل الميلاد، حتى قبل تأسيس قرطاج على يد الملكة ديدو، كان الفينيقيون أول من أدخل هذه الزراعة إلى شمال إفريقيا، في الفترة القرطاجية، بدأت زراعة الزيتون تنتشر ومنحت العديد من المزايا لمزارعي الزيتون، استمر التوسع بفضل الرومان الذين أسسوا تقنيات ري مكثفة وأحدثوا ثورة في استخراج زيت الزيتون.
الحفريات في سوفيتولا (سبيتلة الحالية) وتيسدروس (الميم) وكذلك الفسيفساء الرومانية المكتشفة في سوسة، تشهد على أن زراعة أشجار الزيتون انتشرت في جميع أنحاء البلاد، من الناحية التاريخية.
على مر العصور، تم استخدام زيت الزيتون لأغراض متعددة، حيث استخدمه الرياضيون لتدليك عضلاتهم والنساء للحفاظ على بشرة صلبة، إلى جانب ذلك فقد ثبت بشكل جماعي أن عصير الزيتون منشط يساعد على منع الصلع، ومن خلال مزجه مع النبيذ والتوابل، فإنه يستخدم لأغراض التجميل.
إن دراسة الأشياء الأثرية والإثنوغرافيا، تلك التي تم جمعها على الأراضي في أواني معينة، تعطي دليلاً على أهمية زيت الزيتون في الحياة اليومية لمن يعيشون في البلاد.
الزيتون في تونس
شاركت تونس، بصفتها عضواً مؤسساً في اللجنة الأولمبية الدولية منذ إنشائها في فبراير 1956، بنشاط في الاتفاقيات الدولية المتعاقبة بشأن زيت الزيتون وزيتون المائدة وساهمت في جميع مجموعات العمل التي تم إنشاؤها لمراقبة أنشطة البحث والتطوير وكيمياء زيت الزيتون.
على مدى السنوات ال 60 الماضية، كانت تونس واحدة من الدول الموقعة على الاتفاقية الدولية الأولى لزيت الزيتون في عام 1959، إلى جانب بلجيكا وفرنسا واليونان وإيطاليا وليبيا والمغرب والبرتغال وإسبانيا والمملكة المتحدة.
تمتلك تونس ثاني أكبر منطقة لزراعة الزيتون في العالم بعد اسبانيا، قبل خمسين عام، كانت تونس تستخدم 800000 هكتار من الأراضي لزراعة الزيتون، وهو ما يمثل 16 قطعة من مساحة الزيتون العالمية، يستخدم أكثر من 99 قطعة من إنتاج بساتين الزيتون التونسية في استخراج الزيت، بينما يتم استخدام الباقي لمعالجة زيتون الطعام، يوجد في البلاد أكثر من 800 مليون شجرة زيتون، منها 35 قطعة عمرها يصل إلى 5 سنوات.
أصناف الزيتون الرئيسية في شمال البلاد هي شيتوي وسيالي وجربوي، تبلغ كثافة الزراعة في هذه المنطقة 100 شجرة / هكتار، توجد أصناف Chemlali و Oueslati في الوسط بكثافة تتراوح من 50 إلى 60 شجرة / هكتار، بينما تزرع أصناف Zalmati و Zarrari و Chemlali في الجنوب بكثافة 17 شجرة / هكتار.
يعتبر زراعة الزيتون أحد الأنشطة الزراعية الرئيسية في تونس، حيث أنه يلعب دوراً اجتماعياً واقتصادياً أساسياً، وهو يساهم في إبطاء الهجرة الجماعية من الريف وتحقيق إيرادات، يتمتع قطاع زراعة الزيتون ببنية تحتية صناعية قوية، مع أكثر من 700 منشأة لمعالجة زيت الزيتون، و15 مصفاة، و 10 وحدات لاستخراج زيت ثفل الزيتون، وأكثر من 40 مصنع تعبئة.
على مدى السنوات الخمسين الماضية، ارتفع متوسط الإنتاج لكل سنة محصولية من 79000 طن بين 1965 و1975 إلى أكثر من 176000 طن في السنوات العشر الأخيرة من المحاصيل من سنة 2005 إلي 2015، ولا سيما نتيجة لإنتاج كم قياسي يصل إلى 340 ألف طن في 2014/2015، ومع ذلك لا يزال تقلب الحصاد كبيراً.
عالم الحدائق الزراعيةnassem@yhoo.com
ردحذفأدعوك لزيارة موقعي